Tuesday, 5 January 2010

الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد

خليل الوزير ( ابو جهاد ) من مواليد الرملة عام 36 حيث بدأ الشهيد القائد حياته معلما ومربيا لأجيال من شبابنا العربي في وطننا العربي الكبير حيث عمل معلما في الجزائر كما كان من المؤسسين لحركة فتح حيث شغل منصب عضوا للجنتها المركزية ونائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ومسؤولا للقطاع الغربي ... فبه تتمثل فنون القيادة ومؤهلاتها وإبداعها وكانت قيادته تعكس إنسانيته كرجل وقائد والذي ترك أثرا كبيرا في كل ابنائه المتعلمين أثرا تاريخيا لا ينسى لكل من عرفه شخصيا أو شاهد أفعاله وسمع عنها انضم لجبهة التحرير الجزائرية مدافعا عن ارض الجزائر حيث كان قائدا لأحد الوحدات العسكرية برتبة كوماندوز وهي أعلى الرتب في الثورة وكان مهندسا للانتفاضة -شكل منظمة سرية كانت مسؤولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون -في عام 1956 درس في جامعة الإسكندرية ، ثم غادر مصر إلى السعودية للتدريس حيث أقام فيها اقل من عامْ ثم توجه إلى الكويت التي ظل فيها حتى العام 1963. -خلال وجوده في الكويت تعرف على الأخ أبو عمار وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة فلسطيننا التي تحولت إلى منبر لإستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي -تشرين ثاني 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالإشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر -أقام أول إتصالات مع البلدان الإشتراكية خلال وجوده في الجزائر، وفي عام 1964 توجه برفقة الأخ أبو عمار إلى الصين التي تعهد قادتها بدعم الثورة فور إنطلاق شرارتها، ثم توجه إلى فيتنام الشمالية وكوريا الشمالية. -غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين -شارك في حرب 1967 بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في الجليل الأعلى -كان له دور بارز خلال حرب لبنان وفي تثبيت قواعد الثورة هناك ، تولى المسئولية عن القطاع الغربي في حركة فتح الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة عكف الشهيد على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة أدار العمليات ضد العدو الصهيوني إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية وكذلك المواجهات مع قوات العدو وهي التي ساهمت في تعزيز موقع منظمة التحرير الفلسطينية العسكري والسياسي والدبلوماسي. -كان له الدور القيادي خلال الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 معركة الصمود في بيروت التي إستمرت 88 يوماً. -عام 1982 غادر بيروت مع الأخ أبو عمار إلى تونس. - -برز اسمه مجدداً أثر اندلاع الانتفاضة الجماهيرية المتجددة في وطننا المحتل. - كان دائماً في حالة حرب ولم يضل طريقه يوماً واستشهد ويده على الزناد. - ، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية - ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية. -قاد العمل العسكري داخل الوطن المحتل وأشرف شخصياً على تخطيط وتنفيذ أبرز العمليات النوعية الخاصة والتي أنزلت بالعدو المحتل خسائر جسيمة وشارك في قيادة معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب والثورة في جنوب لبنان والبقاع ومخيمات شعبنا في لبنان ارتقى شهيدا على أرض تونس على يد الموساد الصهيوني في 16/4/1988م بعملية اغتيال حقيرة كلفت اليهود ملاين الدولارات من تجسس ومعدات وفي ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصرا مدربين من قوات الإجرام الصهيوني من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتان عموديتان للمساندة لتنفيذ المهمة الدنيئة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة وفي نفس الوقت كان عملاء الموساد يراقبون المنطقة بكثف ويعطون التقارير السريعة المتواصلة عن الحركة في المنطقة وبيت الشهيد أبو جهاد وبعد مجيء أبو جهاد إلى منزله عائدا من اجتماعاته مع القيادات الفلسطينية بدأ التنفيذ وانزال المجرمين من كل مكان بسيارات أجرة إلى منزله وبعد نزول قوات الإجرام إلى الشاطئ بساعة تم توجههم بثلاث سيارات أجرة تابعة للموساد إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول وعند وصولهم إلى المنزل الكائن في شارع( سيدي بو سعيد ) انفصلت قوات الإجرام إلى أربع خلايا حيث قدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بأربعة آلاف جندي صهيوني حيث كانت مزودة هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال وفي الساعة الثانية فجرا صدر الأمر بالتنفيذ فتقدم اثنان من أفراد العصابة أحدهما كان متنكرا بزي امرأة من سيارة الحارس الشهيد مصطفى علي عبد العال وقتلوه برصاص كاتم للصوت وأخذت الخلايا مواقعها حول البيت بطرق مرتب لها ومدروسة مسبقا حيث اقتحمت أحد الخلايا البيت وقتلت الحارس الثاني نبيه سليمان قريشان حيث أقدمت الخلية مسرعة لغرفة الشهيد البطل أبو جهاد فسمع أبو جهاد ضجة بالمنزل بعد ان كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الثورة للتنفيذ فكانت آخر كلمة اختطتها يده هي ( لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة ) فرفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري كما تروي زوجته وإذا بسبعين رصاصة حاقدة تخترق جسده الطاهر ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ولقب بأمير شهداء فلسطين وكان سبب اغتياله هو حنكته العسكرية التي سببت الذعر لليهود. القائد و الإنتفاضة دستور الإنتفاضة بسم الله الرحمن الرحيم إلى كل شعبنا العظيم في فلسطيننا المحتلة إلى كل أهلنا وجماهيرنا الثائرة في الوطن والمحتل المحرر إلى كل إخوتنا في القيادة الوطنية الموحدة وفي التنظيم وفي حركة الشبيبة وفي القوات الضاربة، واللجان الشعبية وفي اللجان الوطنية وفي كل ما أبدعتموه من أطر ولجان وهيئات وهياكل تقودون بها الانتفاضة المتجددة والمتوهجة في الوطن المحتل – المحرر بسواعدنا العملاقة وإرادتنا الفلسطينية، بوعينا السياسي الثاقب وبقدرتنا الهائلة على تلمس النبض الثوري لجماهيرنا، وبإصرارنا على تصدر المسيرة الهادرة لشعبنا بمزيد من الجرأة والبسالة وبجسارة البذل والعطاء, وبسخاء التضحية والفداء وبالاندفاع الجسور في المواجهة، وبحماية الشعب حتى الاستشهاد، وتوسم شرف الشهادة. يا كل شعبنا، يا أهلنا، يا إخوتنا يا أشبالنا وزهراتنا وكل أبنائنا، ها نحن نطلقها معاً صرخة مدوية واحدة وموحدة: لا للتهدئة، لا تتهادن أو التهاون، لا للمذلة ولا للتعايش مع الاحتلال. المجد كل المجد للانتفاضة، ولنستمر في الهجوم . لنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا لنستمر في الهجوم فقد وضعت الانتفاضة عدونا في المواجهة الأخيرة مع أزمته فإما التنازل وإما التشدد، وفي الخيارين معاً فناؤه ومقتله . فإذا تراجع نشد عليه وإذا تشدد نقاتله ونقاومه ونستمر في الهجوم حتى نحرق الأرض من تحت أقدامه حتى يتنازل ويخضع... ويرحل *لنستمر في الهجوم حتى نعري عدونا، ونسقط الورقة الأخيرة التي تستر عورته فيغد عار على اصدقائه وعبئا ثقيلا على حلفائه. *لنستمر في الهجوم فالعالم كله يعرف الآن أن قطعان المستوطنين اليهود الصهاينة تجفل من الهجرة من حظائرها البعيدة إلى أرضنا المشتعلة بالانتفاضة الملتهبة بالثورة. لنستمر في الهجوم حتى لا نسمح لأحد بالالتفاف على انتفاضتنا أو تطويقها ولا يمكن لنا نكرر اخفاقات الماضي ولن نسمح لاحد أن يكرر تاريخ النداء المشؤوم الذي وجهه حكام العرب لشعبنا في ثورة 1936 لإنهاء الانتفاضة والإضراب العام *لنستمر في الهجوم حتى لا تسقط ثمار الانتفاضة المظفرة في الأيادي المرتعشة للسماسرة وتجار المساومات ودعاة المهادنة والتعايش المذل مع الاحتلال وقبول السلام المذل المهين. * لنستمر في الهجوم لأن تصعيد الانتفاضة سيزهق روح الباطل الذي ما يزال يحلم بإعادة الوصاية على شعبنا بالتقاسم الوظيفي المشؤوم وبعملاء التنمية وبوثيقة الخزي والعار في لندن. *لنستمر في الهجوم حتى نساهم في إنضاج شروط عملية استنهاض الوضع الجماهيري العربي فقضيتنا دخلت مع الانتفاضة إلى كل بيت في أمتنا العربية، والجماهير عربية هي في النهاية رصيدنا، وعمقنا، وحليفنا الإستراتيجي، وعندما تخرج الجماهير إلى الشارع العربي يتعزز موقفنا وتقوى جبهتنا وتقترب ساعة انتصارنا الأكيدة. * لنستمر في الهجوم حتى نحول كل تعاطف كسبناه حتى الآن في أوساط الرأي العام العالمي إلى مواقف عملية ضاغطة على الحكومات والبرلمانات والأحزاب الحاكمة. *لنستمر في الهجوم حتى نجبر الإدارة الأمريكية على الكف عن المراوغة والتسويف والمماطلة، والرضوخ لمطالبنا علنيا والاعتراف بحقوقنا عمليا، ولننقل المعركة إلى قلب عدونا. *ولنستمر في الهجوم حتى نشل فعالية ودور اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا وأوروبا. * لنستمر في الهجوم حتى نصلب مواقف أصدقائنا وحلفائنا ونغلب المبدئي في هذه المواقف على الأمني والمصلحي منها، ولنستمر في الهجوم حتى نمنع الصفقات التي يمكن أن تتم على حسابنا وضد إرادتنا. * لنستمر في الهجوم فها هي ثمرة 90 يوماً من الانتفاضة البطولية المتواصلة والمتصاعدة تكاد تهدم كل ما توهم العدو أنه بناه وشيده في 40 عاما من الاغتصاب والاحتلال. إن ما أنجزته انتفاضتنا الوطنية الكبرى هو حتى الآن كبير بكل المقاييس، وعظيم بكل الحسابات وبطولي ومشرف بكل القيم والمعايير، لكن المعركة ما تزال في عنفوانها والنصر، كما يقول مجاهدو العرب، أن هو إلا ساعة صبر. لنصبر ولا تراجع ولا تهاون ولا تعايش مع الاحتلال، وليس أمامنا إلا تصعيد الانتفاضة والاستمرار في الهجوم، فلنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا. * استمرارنا في الهجوم يعني تكريس الإنجازات التي تحققت منذ اندلاع الانتفاضة وحتى اليوم، تعني أولا المحافظة على كل الأطر واللجان التي تشكلت في كل مخيم وفي كل حي وقرية ومدينة، استمرارنا في الهجوم يعني أننا نواجه عدونا بشعب موحد ومتفوق من الناحية المعنوية، فالجماهير هي قواتنا وجيشنا ويجب أن نحافظ على روحها الهجومية الوثابة، أن نستمر في الهجوم يعني أن نحافظ على روحية اليقظة والتأهب والاستنفار. أن نستمر في الهجوم يعني أن نضرب نحن المثل قبل الآخرين في الإقدام والعطاء والتضحية، فروح الهجوم تذكيها دائما نار التضحية، وشعلة العطاء المتوهجة. أن نستمر في الهجوم يعني أن نحافظ على وحدة الهدف السياسي للانتفاضة وللثورة. مطالبنا في أيدينا لا تخدعنا مبادرة من هنا أو مشروع من هناك، لا ننقسم حول تصريح، ولا نختلف على الكلمات بل نبقى موحدين أبداً خلف مطالبنا وأهدافنا لنضع برنامج الانتفاضة في يد كل مواطن وعلى لسان الجميع حتى نحافظ على وحدة الرؤية والهدف أن نستمر في الهجوم يعني تأمين التنسيق والتكافل والتكامل بين كل المواقع والمدن والقرى والمخيمات. أن نستمر في الهجوم يعني أن ننمي قدراتنا وقوانا الذاتية بضم أفضل العناصر التي برزت في المواجه إلى صفوفنا، فزمن المواجهة هو زمن التنظيم أيضا. أن نستمر في الهجوم يعني توسيع نطاق المظاهرات والمواجهات باستمرار، وأن لا نسمح بعد اليوم بالإهانة أو بالمذلة، وأن ندخل في مواجهات تكتيكية صغيرة محسوبة مع سلطات الاحتلال دفاعا عن أي كرامة تهان أو عرض يمس، وأن ننمي الإحساس بالعزة والكرامة الوطنية بالقول والممارسة معاً. * أن نستمر في الهجوم يعني أن نكثف عمليات التخريب المادي والمعنوي في مؤسسات العدو، لنجعل النار تأكل معاملة وتحرق أعصابه فليس غير لهيب النار المشتعلة ما يبعد الذئاب عن بيوتنا وديارنا، فالي تشكيل فرقة الحريق ووحدات النار المقدسة والمقلاع الذي يرمي الحجر يمكن أن يرمي كرات اللهب أيضاً، وهناك عشرات الطرق والوسائل والأساليب التي يبدعها الشعب دائما وهو يواجه ويهاجم ويشغل الأرض تحت أقدام الاحتلال. * أن نستمر في الهجوم يعني أن نمنع الحركة على الطرقات أو تعيقها وتربكها بأي وسيلة وبكل وسيلة، لنجعل الحركة على الطرقات والشوارع جحيماً لا يطاق حتى نقطع أوصال عدونا، ونعطل دورة الحياة في جسده، فنرهفه، وندمي أعصابه وندفعه إلى المزيد من الارتباك والحيرة والتخبط. * أن نستمر في لهجوم يعني أن نقسم المجموعات الضاربة إلى فرق عمل ليلية وأخرى نهارية، لنستفيد من الليل فهو صديق شعبنا ورفيق كل الفدائيين *أن نستمر في الهجوم يعني أن نسخر حتى هواء بلادنا ضد العدو، وأن نستفيد من طاقة الشعب التي فجرتها الانتفاضة بحيث يشترك الشعب كله في المعركة مع الاحتلال *أن نستمر في الهجوم يعني أن نجد مهمة وموقعها لكل مواطن، رجلا كان أم امرأة، شاباً أو شيخاً، طفلا أو صبياً، الكل في المعركة، والكل في الهجوم المستمر والمتصاعد بحيث نستنزف موارد العدو، ومعنوياته، وندفعه للخروج من الصراع تحت وطأة شعوره بفداحة الثمن المادي والمعنوي الذي يتحمله بالقياس لحجم المكسب السياسي الذي يحصل عليه من استمرار الاحتلال. * لنستمر في الهجوم موعدنا النصر القادم بإذن الله وبإرادة الشعب والجماهير وأنها لثورة حتى النصر. المجد للانتفاضة، والخلود للشهداء الأبرار أخوكم أبو جهاد 27/3/1988 في رثاء الشهيد الكبير .. امير الشهداء خليل الوزير – ابو جهاد ودّعتُ في درب الجهاد خليلاً وحبستُ دمع الذكريات الأولى يا من ملكتَ من القلوب أعزّها وأنرت بالفكر السديد عقولا يا حمزة الشهداء يا رمز الفدا انا فقدنا الصارم المصقولا قد كنتَ أصغرنا وكنتَ امامنا نزهو ونفخرُ اذ تقودُ الجيلا وسبقتَنا في موكبٍ لا ينتهي شهداؤه ما بدلوا تبديلا ملأوا السماء بيطفهم وبنورهم ولطالما اشتاقوا اليك طويلا يلقاك عند الله من سبقوا وهم قد أكثروا التكبير والتهليلا قد كنتَ في أُفق الحياة حياتهم ْ واليوم في الجنات صرتَ وكيلا لمن العواصمُ نكّستْ اعلامَها عمَّ الوجوم شآمها والنيلا المسجد الأقصى يضجّ بأهله و ألآي فيه رُتّلت ترتيلا وترى الكنيسة في مهيب ثيابها رهبانها قد رنّموا الأنجيلا تهتز " رملتكَ " الحبيبةُ بالأسى يوم اعتزمتَ عن الحياة رحيلا +وهي التي هاجرتَ منها عنوة ً وشهدتَ فصلا للعذاب ثقيلا وبغزة المختار فيض مشاعرٍ ذكرتك عهداً في الشباب أصيلا ما للسماء دنَتْ اليه نجومها وتعاقدتْ وتنضدتْ اكليلا هذي الحياةُ بكتْ عليه بحرقةٍ وهو الذي وهبَ الحياة جميلا لمن الصخورُ تشققتْ وتدافعتْ فوق الرؤوس حجارةً سجيلا وندور في كل الدوائر حيرة لما فقدنا في المسار خليلا كُنتَ الجواب وكنت فارس دربنا بل كنت سيفا للفدى مسلولا أُفق ٌ على اليرموك غيّب شمسنا وطوى حبيبا للجهاد رسولا يا ايها الشهداء هاتوا كأسكم لا عاش من رضي الحياة ذليلا ودّعتُ في اليرموك رمزاً قائدا علماً يرفرف بكرة وأصيلا دوما ستبقى ملهماً ومعلماً ان الرواية لم تتم فصولا ادارة الصراع >> -1- >> .. الأستراتيجية والتكتيك .. وما بينهما . اي نزاع سياسي بين طرفين أو أكثر لا بد ان يمر عبر مراحل متباينة ؛ وقد تكون متداخلة زمانيا في بعض الأحيان ؛ والضرورة السياسية قد تضطر اي من الأطراف – في بعض مراحل الصراع – أن يختار المناورة والتراجع خطوة – محسوبة – بهدف التقدم خطوتين في مرحلة مقبلة ؛ وذلك ما يقع في خانة – التكتيكي بدلا من الأستراتيجي – . هذه اللعبة تقع في خانة العلاقة بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي ؛ وهي لعبة في غاية الخطورة لمن لا يجيدها ولا يدرك خطورتها ؛ وهي أيضا خطيرة اذا لم تتوفر لها – شروطها ومقدماتها وضوابطها – . * الرؤية الواضحة : أول هذه المقدمات والأشتراطات هي " الرؤية الواضحة " ؛ بمعنى ان يدرك من يدير الصراع بان أي حركة عشوائية في الظلام ستكون مكلفة وربما قاتلة . والوضوح في الرؤية لن يحققها الجمود والأختباء في برج مغلق الأبواب أو حفرة في غاية العمق لا يتسرب لها شعاع الضوء ؛ انما تتحقق بالخروج من الخندق لمسح ساحة المعركة ؛ وتحديد الأحداثيات وزوايا الحركة وأبعاد المواقع الأمامية ومسافاتها من الهدف . * امكانية التحقيق : من المقدمات الضرورية الأخرى تأتي مسألة " امكانية التحقيق " ؛ فان كان تحقيق الهدف مستحيلا – عملياودلف من يدير الصراع في حركة تكتيكية دون التحقق من ذلك الأمر ؛ فان التكتيكي سيقضي على الأستراتيجي . ومن زاوية أخرى فاذا كانت الأمكانية قائمة ؛ وتم الأصرار على الموقف الأستراتيجي دون محاولة التحرك التكتيكيبالقدر المطلوب – فان الأستراتيجي سيجمّد الحركة بالكامل ويقضي عليها ؛ وبالتالي فليس امام الطرف المتجمد الاّ الخروج من المعركة بالكامل ... ؛ اذا الأستراتيجي والتكتيكي يتحركان في اطار الممكن وليس المستحيل ؛ .. ومن هنا تأتي الضرورة للتأكد من امكانية تحقيق الهدف – كمقدمة – والاّ تحول الصراع الى عبثية وانتحار غير مشهود . * آلية للتدقيق الداخلي : ومن ضوابط اللعبة المهمة وجود " آلية للتدقيق الداخلي " ؛ فالمدقق الداخلي يراقب حركة التكتيكي ولكنه لا يضعف امام ضغوط الأستراتيجي ( العاطفية ) أحيانا ؛ وبالتالي لا بد ان تكون من خصائصه – الأستقلالية والواقعية والجرأة والتوكل – . فالتدافع التكتيكي ينبغي ان يكون ايجابيا وتراكميا بحيث تتحول الأنجازات الصغيرة بعد فترة من الزمن الى انجاز كبير يذهل كل من لم يفهم تلك العلاقة المصيرية بين الأستراتيجي والتكتيكي ؛ وكلما كان الذهول كبيرا كلما أوضح ذلك نجاحا في لعبة الأستراتيجية والتكتيك . في المقابل فان الحركة التكتيكية السالبة – ان تراكمت دون تصحيح المدقق – فانها تحول تلك التراجعات والأخفاقات الصغيرة الى هزيمة كبرى على أرض الواقع ؛ ولا يفيد في ذلك – ادّعاء – انتصارات خيالية مزعومة . ان المدقق الداخلي هو صمام الأمان ؛ وهو الأقدر على – وليس أي من الأستراتيجي والتكتيكي – على الصدع بكلمتي ( قف وارجع ) أو ( تقدم ولا تلتفت ) . * التوازن : من الضوابط الأخرى " التوازن " بين الأستراتيجي والتكتيكي ؛ فلا ينبغي الأنغماس في التكتيكي دون الرجوع الى الأستراتيجي – وتلك مهمة المدقق الداخلي – فلا يجوز للتكتيكي ان يقطع الخطوط مع الأستراتيجي ووسائله ؛ وطرقه ودروبه ومناخاته . كما لا ينبغي ان يتحجر الأستراتيجي – ويمنع اي تحرك – خوفا من حدّة الصراع ونتائجه ؛ وطمعا في تحقيق المراد دون اي بذل وعطاء وبدون تضحيات . .. ان مقولة المتغيرات والواقعية لا تعني اغفال الثوابت والأستراتيجية لصالح الطواريء والتكتيك ؛ أو لمبرر التُقية في المستوى السياسي أو الحركي . وانما تعني ضرورة الأجتهاد في المتغيرات والمراجعة المستمرة في وسائل التغيير ؛ وبعبارة اخرى التصدي للواقع بعين على الثوابت وعين على الواقع . فتوارث المتغيرات أو تعميم ثقافتها دون الأهتمام بثقافة الثوابت خطيئة ندفع ثمنها في الحاضر والمستقبل – والعكس صحيح – . انه من الخطورة بمكان أن ندخل هذه اللعبة المتشعبة الخطرة دون توفر مقدماتها واشتراطاتها وضوابطها ؛ وبدوافع الحركة من أجل الحركة ؛ وبعقلية التهور ؛ وعدم الأنضباط . ومن العبث ايضا أن نترك ساحة الصراع للعدو " الصائل " يجرب ويفعل ما يشاء مع توفر مقدماتها واشتراطاتها وضوابطها أمامنا ؛ بدوافع – عاطفية – نحسبها من الأستراتيجية وما هي الا تعبير عن العجز الذاتي . الحالقة - والقاتلة – والمدمرة – والقاضية – هو ان يكون العدو قد تمكن من اختراق " الرأس " حتى " المخ " ؛ وبشكل يجعل أي حركة – نحسبها في غاية السرية – وهي مكشوفة بالكامل للعدو ؛ مما يجعلها بمثابة الأنتحار الجماعي ؛ وخاصة عندما يغفل ( التكتيكي والأستراتيجي والمدقق الداخلي ) عن هذه الحقيقة ؛ رغم الشواهد والدالات المتواترة 0 ان لم ندرك هذه العلاقة المعقدة ؛ فان أي حركة ستكون قفزاً في الظلام ؛ تصيب القضية في مقتل ؛ وحتماً ستقضي عليها بالكامل . عندها ندرك ان العامل الحاسم في ذلك هو اختزالنا للتكتيكي والأستراتيجي والمدقق الداخلي في " الفرد " المعصوم . .. كلما ازدادت ضبابية الرؤية .. كلما كان من الأجدى والأنجع ( اللعب على المكشوف

0 comments:

Post a Comment

شات العاصفة