ظلت شهورنا الفلسطينية طوال هذا القرن ؛ شهور كفاح ونضال طويل من أجل الوصول الى الحرية والأستقلال والعودة الى ارض الوطن ؛ وكانت شهور ملاْى بالتضحيات النفيسة التي قدمها أبناء شعبنا رخيصة في سبيل تحقيق الكرامة الوطنية وانجاز الغاية والهدف وكان نيسان بين تلك الشهور ؛ شهر بذل وعطاء ؛ وشهر شهادة واستشهاد وشرف ؛ تصاعدت فيه المواجهات مع الغاصبين للأرض الطهور ؛ واشتدت فيه المؤامرات الصهيونية الحاقدة على ثورتنا وقادتها ورموزها ؛ فنفذت في العاشر من نيسان 1973 جريمة اغتيال حاقدة ستبقى في جبين الصهيونية واسرائيل وصمة عار لن يغفرها التاريخ ؛ ضد القادة الرموز " كمال عدوان وابو يوسف النجار وكمال ناصر " - في الفردان – في بيروت ؛ ونفذت في السادس عشر من تموز 1988 جريمة مماثلة ضد القائد الثوري العظيم – امير الشهداء – خليل الوزير 00 ابو جهاد ؛ الذي ما أن ذاع خبر استشهادة حتى تأججت الأنتفاضة الشعبية لجماهيرنا ببالغ العنفوان من جديد ؛ مواجِهة بارادة فولاذية كل آلة الحرب الصهيونية وفي نيسان من أعوام سابقة ؛ سقط الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948 ؛ وسقط على أيدي العصابات الصهيونية التي ارتكبت مجازرها النازية في دير ياسين شهداء عديدون . وتطول قائمة الشهداء لتغطي الأرض من غزة الى الضفة ؛ وكل مدن وقرى ومخيمات وطننا فلسطين ؛ وتمتد الى أغوار الأردن والكرامة وجرش وعجلون وجبل الشيخ والبقاع وجنوب لبنان وطرابلس ؛ وتغطي البحر الممتد من حيفا الى غزة ومن بيروت الى تونس ؛ ومسيرة التحرير التي انطلقت من قلب الألم الفلسطيني تتواصل كحالة وجودية حتمية وملحة ؛ وضرورة وطنية ؛ ودلالة حضارية . ولم تكن عظمة استشهاد قادتنا وأبطالنا ومناضلينا في بذل أرواحهم رخيصة من أجل الوطن وحسب ؛ ولم تكن في فعل الموت الذي أرادوا أن يصنعوا منه الحياة ؛ بل كانت عظمة ذلك في تواصل فعل حقيقتنا الفلسطينية وتجذر ارادتنا الوطنية ؛ التي واصلت النضال والكفاح في كل المراحل والشهور والأيام دون تراجع أو كلل ؛ بل ان فيض الشهداء كان يدفعنا الى الميدان أكثر ؛ وكان يفعمنا بالآمال اكثر ؛ ويجعلنا نردد : "
سأرى لحظة الأنتصار .. سأراها بعيني رفيقي " ؛ وتهتف الجماهير : " بالروح بالدم نفديك يا شهيد ؛ .. ويا شهيد ارتاح ارتاح أحنا نواصل الكفاح " . لقد استشهد أبطالنا دائماً وهم واقفون ومقدمون لا يتراجعون في كل المعارك والمواقف والمواجهات ؛ وفوق كل الساحات ؛ فمنهم من فجّر دبابات العدو بحزامه الناسف " كالفسفوري وربحي " ومنهم من كان يسير بثقة وشموخ بين الرصاص والقذائف في وطيس المعركة . ومنهم من كان يخترق صفوف العدو ويتوغل في عمقه لا يعرف للتراجع معنى ولا هوية ؛ هكذا هم أبناء الفتح ..وهكذا تربوا ؛؛ على الشموخ والأقدام
17:14
3asefa
0 comments:
Post a Comment