Tuesday, 5 January 2010

نيسان شهر الشهداء

ظلت شهورنا الفلسطينية طوال هذا القرن ؛ شهور كفاح ونضال طويل من أجل الوصول الى الحرية والأستقلال والعودة الى ارض الوطن ؛ وكانت شهور ملاْى بالتضحيات النفيسة التي قدمها أبناء شعبنا رخيصة في سبيل تحقيق الكرامة الوطنية وانجاز الغاية والهدف وكان نيسان بين تلك الشهور ؛ شهر بذل وعطاء ؛ وشهر شهادة واستشهاد وشرف ؛ تصاعدت فيه المواجهات مع الغاصبين للأرض الطهور ؛ واشتدت فيه المؤامرات الصهيونية الحاقدة على ثورتنا وقادتها ورموزها ؛ فنفذت في العاشر من نيسان 1973 جريمة اغتيال حاقدة ستبقى في جبين الصهيونية واسرائيل وصمة عار لن يغفرها التاريخ ؛ ضد القادة الرموز " كمال عدوان وابو يوسف النجار وكمال ناصر " - في الفردان – في بيروت ؛ ونفذت في السادس عشر من تموز 1988 جريمة مماثلة ضد القائد الثوري العظيمامير الشهداء – خليل الوزير 00 ابو جهاد ؛ الذي ما أن ذاع خبر استشهادة حتى تأججت الأنتفاضة الشعبية لجماهيرنا ببالغ العنفوان من جديد ؛ مواجِهة بارادة فولاذية كل آلة الحرب الصهيونية وفي نيسان من أعوام سابقة ؛ سقط الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948 ؛ وسقط على أيدي العصابات الصهيونية التي ارتكبت مجازرها النازية في دير ياسين شهداء عديدون . وتطول قائمة الشهداء لتغطي الأرض من غزة الى الضفة ؛ وكل مدن وقرى ومخيمات وطننا فلسطين ؛ وتمتد الى أغوار الأردن والكرامة وجرش وعجلون وجبل الشيخ والبقاع وجنوب لبنان وطرابلس ؛ وتغطي البحر الممتد من حيفا الى غزة ومن بيروت الى تونس ؛ ومسيرة التحرير التي انطلقت من قلب الألم الفلسطيني تتواصل كحالة وجودية حتمية وملحة ؛ وضرورة وطنية ؛ ودلالة حضارية . ولم تكن عظمة استشهاد قادتنا وأبطالنا ومناضلينا في بذل أرواحهم رخيصة من أجل الوطن وحسب ؛ ولم تكن في فعل الموت الذي أرادوا أن يصنعوا منه الحياة ؛ بل كانت عظمة ذلك في تواصل فعل حقيقتنا الفلسطينية وتجذر ارادتنا الوطنية ؛ التي واصلت النضال والكفاح في كل المراحل والشهور والأيام دون تراجع أو كلل ؛ بل ان فيض الشهداء كان يدفعنا الى الميدان أكثر ؛ وكان يفعمنا بالآمال اكثر ؛ ويجعلنا نردد : "

سأرى لحظة الأنتصار .. سأراها بعيني رفيقي " ؛ وتهتف الجماهير : " بالروح بالدم نفديك يا شهيد ؛ .. ويا شهيد ارتاح ارتاح أحنا نواصل الكفاح " . لقد استشهد أبطالنا دائماً وهم واقفون ومقدمون لا يتراجعون في كل المعارك والمواقف والمواجهات ؛ وفوق كل الساحات ؛ فمنهم من فجّر دبابات العدو بحزامه الناسف " كالفسفوري وربحي " ومنهم من كان يسير بثقة وشموخ بين الرصاص والقذائف في وطيس المعركة . ومنهم من كان يخترق صفوف العدو ويتوغل في عمقه لا يعرف للتراجع معنى ولا هوية ؛ هكذا هم أبناء الفتح ..وهكذا تربوا ؛؛ على الشموخ والأقدام

رؤيــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم الاخوة ابناء الفتح ابناء العاصفة حملت الايام الماضية ملفين مهمين فأنتخاب حكومة صهيونية جديدة بزعامة نتانياهو ومجموعة متكاملة من القتلة واللصوص أمثال ايلي يشاي وليبرمان لتكون هذه الحكومة الاكثر تطرفا منذ انشاء الكيان الصهيوني بأشخاصها وأحزابها وبرنامجها الذي اعلنته الرافض لقيام دولة فلسطينية ولكن هناك اهداف صهيونية كبرى يسعى كافة الساسة الصهاينة لتحقيقها فأولمرت وحزب كاديما الموصوف بالحزب الوسطي شن أوسع عدوان على غزة وقبلها حرب لبنان فهل نتانياهو أكثر تطرفا ؟؟ وباراك الذي وصف باليساري قام بالتدمير المنهجي لأجهزة السلطة العسكرية والامنية وشن أوسع عمليات اغتيال ضد القادة والرموز الفلسطينة في بداية انتفاضة الاقصى اذن لا فرق بين حكومة واخرى الفرق فقط في الادوات لتنفيذ اهدافهم وعلينا التركيز على صلابة جبهتنا الداخلية فالابواب مشرعة على كل الاحتمالات ونستذكر هنا الحوار الفلسطيني في القاهرة الذي انتهت جولته الاخيرة بتأجيل الحوار الى نهاية نيسان وكأننا نمتلك من الوقت ما يكفي لنمارس ترف المماحكات وكأن مصير الفلسطيني البسيط لا يعنينا بشيء ونعرج قليلا على الجرح الفلسطيني النازف في لبنان واخر فصوله اغتيال ثلاثة من قيادات حركتنا مع ثقتنا الكاملة بأن كوادرنا في لبنان قادرة على معرفة القتلة والقصاص منهم مع التذكير هنا بأن الاخ الشهيد اللواء كمال مدحت المستهدف رقم واحد في جريمة الاغتيال هذه كان قد عقد العزم على العودة الى قطاع غزة ليشارك في قيادة الحركة هناك مع اخوانه من كوادر وأعضاء فتح وفي الحديث عن غزة أحد الاخوة تسآل عن سبب عدم ذكر أي شيء عن العدوان الصهيوني على القطاع في النشرة السابقة فنجيب بأن العدوان هو ملف متكامل اذا أردنا الحديث عنه فلا يمكن الحديث عن العدوان دون التطرق لقيام عصابات حماس بأغتيال العشرات من كوادر فتح وأصابة المئات منهم بالرصاص والكثير من هذه الاصابات تركزت على الارجل والركب ( هذا النوع من الاصابات اصبح ماركة مسجلة لعصابات حماس ) ؟؟؟؟ ولايمكن الحديث عن العدوان دون الحديث عن اسباب التضليل الاعلامي الذي مارسته وسائل الاعلام التابعة لحماس والمتواطئة معها كالجزيرة والمنار والعالم وحتى الاعلام الصهيوني مارس نفس التضليل ؟؟؟ فهذا العدوان تم الحديث اعلاميا عنه وكأنه حرب صهيونيه ضد حماس فقط ؟؟ مع ان حماس ( بأعترافها ) لم تفقد سوى أقل من خمسين من عناصرها بينما حركة فتح قدمت أثناء المواجهات المباشرة مع جنود العدو ما يقارب المائة من عناصرها والوجه الاخر من التضليل اختزال المقاومة فقط بحركة حماس مع أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حركة فتح كانت اكبر بكثير مما أطلقته حماس وبنفس الوقت كافة الفصائل الفلسطينة شاركت في التصدي لهذا العدوان فلماذا التركيز فقط على مقاومة حماس ام أن الامر كان مرتبط بأهداف هذا العدوان ودعونا نتذكر بعد مضي ساعات فقط على نهاية العدوان خرج علينا خالد مشعل ليعلن عن قرب انشاء مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني لا نرغب في فتح هذا الملف ( على الاقل في الفترة الراهنة ) فهناك الكثير مما يقال وهناك الكثير من الاسرار في هذا العدوان بما فيها الاتصالات المباشرة ما بين حماس والعدو الصهيوني ونحن في هذا المقام لا نعتقد ان الوقت مناسب للحديث حول هذا الملف فكلنا أمل ان يتوج الحوار ما بين فتح وحماس بوحدة تقف أمام الغول الصهيوني القادم وأنها لثورة حتى النصر

*******************************************

* عملية دير ياسين ( الساحل ) : 1978 00التي قادتها الشهيدة الفتحاوية دلال المغربي ؛ والتي أوقعت أكثر من 100 قتيل غير الجرحى ؛ ويجدر القول ان دلال شاركت بعدد من العمليات الفدائية ضد الصهاينة ؛ وكانت دائما في موقع القيادة 0 * عملية بيت جبرين 8/1/65 00 وفي هذه العملية سجلت حركة ( فتح ) أول أسير لها لدى قوات الأحتلال الأسرائيلي ؛ وهو الأسير الأخ محمود بكر حجازي ؛ الذي أُسر بعد جرحه 0

********************************************

معركة الـكـرامـــة

صفحة مشرقة في التاريخ الفلسطيني 00 لم تتردد (فتح ) ولم تتهيب ؛ بل اتخذت قرارها بمواجهة الهجوم الصهيوني الوشيك ؛ وصده وافشاله ؛ وتسطير صفحة انتصار مشرق ؛ يعيد للأمة كرامتها المهدورة اثر هزيمة الجيوش العربية عام 1967 ؛ ويثير في نفوس ابنائها الأمل والتفاؤل والثقة الأكيدة بتحقيق النصر في يوم قادم ؛ واستعادة الوطن السليب وتحقيق الأستقلال والعودة والحرية ؛ واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ؛ وممارسة الحق المشروع بتقرير المصير ؛ وبناء شكل الحياة التي تناسب الثقافة الوطنية والعادات والطموحات والتقاليد . في هذه الأيام تطل علينا ذكرى معركة الكرامة المجيدة ؛ التي خاب أمل وزير حرب العدو الصهيوني حينها (موشيه ديان ) ؛ عندما فرّ جنوده ؛ واحترقت دباباتهم بعبوات الفدائي الفلسطيني الذي لم يجده ديان " بيضة " يسهل كسرها داخل اليد ؛ كما كان يتوهم ويعتقد ؛ بل وجد يومها ما لم يكن في حسبانه وحسبان ضباط جيشه وأركان حكومته ؛ فقد خسر الصهاينة في هذه المعركة اكثر من ثمانين قتيل ومئات الجرحى ؛ وفرّوا هاربين مذعورين من أرض المعركة تاركين ورائهم بعض القتلى والدبابات المحترقة . * الهجوم كان مؤكداً كان الحشد الصهيوني على الضفة الغربية لنهر الأردن واضحاً دون تستر أو تخفية ؛ بل كان الصهاينة يبلغوا تهديداتهم الى رجال المقاومة والى الأردنيين عن طريق سائقي السيارات المتجهين الى عمان بأنهم : ( قادمون وسترون ) ؛ أما لماذا أخفى العدو عامل المفاجأة الذي ظل يشكل أبرز سمات تكتيكهم العسكري منذ قيام عصابات – الهاجاناه والأرغون – فذلك لأنهم استخفوا بقدرات المقاومة ؛ حيث لم يرى ديان آنذاك في المقاومة سوى ( بيضة ) يسهل كسرها ؛ اضافة الى اعتقادهم ان الجيش الأردني لن يتدخل ضد القوات الصهيونية في مهمتها الساعية لتمشيط المنطقة وابادة القوات الفلسطينية ؛ .. وقد تم التقاط ساعة الصفر عشية الهجوم عبر أجهزة استماع الفرقة الأردنية الأولى التي كان يقودها اللواء مشهور حديثة المعروف بوطنيته ؛ .. وقبل اسبوعين من الغارة أطلع غازي عربيات رئيس الأستخبارات الأردنية قيادة (فتح ) على معلومات مصدرها وكالة المخابرات الأمريكية ؛ تفيد بنية العدو القيام بهجوم واسع النطاق على قواعد المقاومة على طول نهر الأردن . * قرار الدفاع والمواجهة ضمن هذه الأجواء دار النقاش داخل الهيئات القيادية السياسية والعسكرية لحركة ( فتح ) ؛ وكان هناك رأيان : أحدهما يرى ان مواجهة هجوم من هذا النوع يعني احتمال القضاء على أفراد المقاومة الذين كان عددهم محدودا لا يتجاوز300 مقاتل 0 ؛ اما الرأي الثاني الذي عبرت عنه الأقلية؛ ومثّله ألأخ القائد أبو عمار ؛ فقد أصرّ على المواجهة وأقنع القيادات بأن المعركة سياسية ؛ في نهاية المطاف لا بد من خوضها وتحقيق النصر فيها ؛ والاّ فان الأنسحاب البديل لذلك يعني هزيمة معنوية لحركة المقاومة لا يمكن احتمالها ؛ خاصة وأن المقاومة طالما انتقدت موقف وأداء الجيوش العربية عام 1967 كان ابو عمار يشعر ان الجماهير الفلسطينية والعربية لن تتفهم اي تراجع جماعي لقواته حتى ولو كان تكتيكاً ؛ كما كان للأسباب المتعلقة بالجهاد والمقاومة والشهادة أثره في ذلك ؛ اضافة الى الرغبة في استعادة كرامة الأمة المفقودة ؛ وقد أسهم في قدرة ابو عمار على انتزاع قرار المواجهة ؛ انتقاله الى داخل الضفة الغربية في الأشهر القليلة التي أعقبت احتلالها عام 67 ؛ الأمر الذي أدى الى تعزيز مركزه داخل أوساط القيادات العسكرية واللجنة المركزية لحركة ( فتح ) ؛ خاصة وأنه وابو جهاد كانا في أول خلية مؤسسة لحركة ( فتح ) ؛ اضافة الى انه هو الذي اتخذ قرار الأنطلاقة عام 1965 * خطة " فتح " كانت خطة (فتح ) دفاعية وبسيطة ؛ تقتضي أن يدافع كل موقع وقاعدة عن نفسه ؛ وفي نفس الوقت تم بثّ كمائن في الطرق التي من المتوقع أن يسلكها الصهاينة لألحاق اكبر الخسائر في صفوفهم ؛ وتم الأتفاق على ان لايتراجع أحد بأي حال من الأحوال بدأ الهجوم بقصف مدفعي ؛ وعبرت القوات الغازية نهر الأردن على جسور اقيمت خصيصاً لهذا الغرض ؛ وأُنزلت قوات محمولة جواً على التلال التي تقع شرق بلدة الكرامة ؛ وبين حقول الموز التي تحيط بها ؛ واصطدمت بمجموعات (فتح ) التي تم توزيعها مسبقاً في هذه المناطق وكان الهجوم قد بدأ الساعة 5.30 فجراً وذلك للحصول على نهار طويل يسمح باستخدام سلاح الطيران لأطول فترة ممكنة ؛ للتغلب على اي صعوبات قد تظهر أمام القوات البرية التي بلغ عددها (15 ) ألف جندي تدعمهم الدبابات والمدفعية ؛ وامتد الهجوم على جبهة طولها 50 كم ؛ شملت 4 محاور ؛ غير ان المعارك دارت فعلا على 3 منها ؛ اما المحور الرابع والذي استهدف قواعد ( فتح ) في منطقة غور الصافي فقد كان ثانوياً 0 * بطولات خارقة ظن الصهاينة انهم لن يجدوا مقاتلا متمرساً ؛ ولكن الوقائع كانت غير ذلك ؛ فالمقاومون صمدوا صموداً عظيماً ؛ وكان أداءهم اكثر مما يُتخيل ؛ الكمائن أدت دورها بكفاءة عالية ؛ والكر والفر والمباغتة أعطت نتائجها ؛ وعندما اشتد وطيس المعركة بادر – الفسفوري وربحي وجواد ابو الشعر – وغيرهم الى اختراق الدبابات الأسرائيلية وتفجيرها بمن فيها من الداخل ؛ الأمر الذي زاد جيش ديان أرباكاً ودفعه الى الأتصال عبر كبير المراقبين الدوليين " أودبول " بالحكومة الأردنية مطالباً بوقف النار لضمان انسحاب قواته دون مزيد من الخسائر ؛ وهو الطلب الذي رفضه رئيس الحكومة الأردنية آنذاك واشترط لوقف النار انسحاب صهيوني كامل من الضفة الشرقية لنهر الأردن . لم يستطع العدو اتمام اجلاء قواته الا بصعوبة كبيرة بعد الساعة 8.30 مساءً ؛ ذلك ان القتال كان ضاريا ؛ وكان لمدفعية الجيش الأردني أثرها في صد الهجوم وتدمير الجسور مما ساهم في حصر القوات المتوغلة ومنع الأمداد والدعم والتزويد ؛ رغم ان تدخل المدفعية جاء متأخراً عدة ساعات انتصار كبير ورغم نتائج المعركة التي استشهد فيها 179فدائيا وجنديا اردنيا ؛ اضافة الى عشرات الجرحى ؛ الا ان كافة وسائل الأعلام العربية والعالمية والمراقبين ؛ اعتبروا هذه النتائج بمثابة انتصار كبير ؛ أعاد للأمة كرامتها وأذكى آمالها من جديد ؛ ورفع معنويات جماهيرها ؛ التي بدأت بعد ذلك بالتدفق على مكاتب الثورة في عمان من أجل الألتحاق في صفوفها لأزالة آثار العدوان والمضي نحو فلسطين .

**************************************

* عملية الحزام الأخضر 68 .. وتم بها السيطرة على مستعمرة ؛ ورفع العلم الفلسطيني فوقها ؛ قبل تدخل الجيش الأسرائيلي بكامل عتاده ؛ليرتقي افراد المجموعة شهداء بعد ان ألحقوا الدمار والتخريب بالمستعمرة ؛ وقتلوا وجرحوا العديد من الصهاينة . * معركة وادي القف .. وهي معركة استمرت 24 ساعة ؛ وألحقت بالعدو خسائر كبيرة .

**************************************

اطلالة على المشروع الأمريكي • الحلقة الثانية

الحرب العالمية الثانية .... صمتت الولايات المتحدة الأمريكية طويلاً قبل دخولها الحرب العالمية الثانية ؛ وادّعت الحياد في هذه الحرب ؛ ذلك لأنها كانت تخطط لاستنزاف القوى المتصارعة بعضها بعضاً ؛ في الوقت الذي تراكم فيه انتاجها العسكري وتطوير اسلحتها الهجومية ؛ وتنمية وتطوير كافة قطاعاتها العسكرية ومنشآتها الأقتصادية؛ وكانت تشكل ضماناً للتبادلات التجارية العالمية ؛ مستفيدة من حياديتها المزعومة . ؛ فكانت تبيع الأسلحة للفرقاء ؛ وتشرف على حماية التجارة البينية ؛ وخاصة تجارة النفط والشحن البحري ؛ الأمر الذي مكنها من بناء اقتصاديات قوية وانتاج حربي كبير ومتطور ؛.... في الوقت الذي كانت تتهالك وتتآكل فيه الدول المتصارعة ( اقتصادياً وعسكرياً ) وعلى جميع الصعد . في الوقت الذي دخلت فيه امريكا الحرب الى جانب الدول الغربية مستفيدة من (خديعة ) الهجوم الياباني على القاعدة البحرية الأمريكية (بل هاربر) كانت تسعى امريكا الى حسم الحرب سريعاً بضربات عسكرية قوية ؛ وباستخدام اسلحة فتاكة ومدمرة ( القنابل الذرية ) لتفرض سطوتها وسيطرتها على العالم ؛ ولتقوم بترتيب العالم وفق مصالحها وحسب مشيئتها ؛ وفرض نفسها كقوة أعظم وأوحد في العالم ... بعد استنزاف القوات الألمانية على الأراضي الروسية وهزيمتها على يد الجيش الأحمر والمقاومة الشعبية الروسية .. ؛؛ وبعد استسلام الجيش الياباني للقوات الأمريكية في أعقاب ضربات (هيروشيما وناكازاكي) ؛ وضعت الحرب أوزارها ؛ وخرجت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا منتصرتين في الحرب ؛ بينما خرجت أوروبا منهارة اقتصاديا ومدمرة عسكرياً .

* الأحلاف العسكرية وصراع القطبين .. .. منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها الأتحاد الفدرالي السوفيتي والذي يتكون من (18 ) جمهورية ؛ بضم دول أوروبا الشرقية والتي خضعت لسيطرته ابّان الحرب وتشكيل حلف عسكري تحت اسم ( حلف وارسو ) ؛؛ وفي الوقت الذي بدأت فيه الأيدولوجيا الشيوعية والنهج الأشتراكي يتمدد عبر اوروبا الشرقية باتجاه الغرب ؛ أدركت الولايات المتحدة الأمريكية ان الأتحاد السوفيتي يعرقل مشروعها ويعيق تمددها ويقضي على آمالها ؛ وأنه يحمل مشروعا مناهضا ومنافسا لمشروعها ؛ فسارعت وأعلنت أن عدوها وهدفها القادم ؛ والخطر الداهم هو ( الأتحاد السوفيتي ).. ! * مشروع مارشال .. .. عرضت الولايات المتحدة الأمريكية على اوروبا الغربية مشروعأ ( مارشال ) يقضي بان تقوم الولايات المتحدة باعادة بناء وترميم الأقتصاديات الأوروبية ؛ واعادة بناء البنى التحتية والمنشآت المدمرة بقروض آجلة طويلة الأمد ؛وأن تتكفل امريكيا بالدفاع عن هذه الدول ؛ مقابل ايجاد قواعد عسكرية امريكية على الأراضي الأوروبية ؛ وانضمام اوروبا لحلف شمال الأطلسي ( الناتو )تحت القيادة الأمريكية ؛ في مواجهة الخطر الشيوعي السوفيتي ؛ وعلى ان تشارك دول اوروبا الغربية بالدفاع عن مصالح الولايات المتحدة مقابل ضمان مصالح اوروبا ؛ .. ولما كانت الدول الغربية المنهكة من اثر الحرب والمنهارة على كافة المستويات بحيث انها اصبحت من الضعف الذي تعجز معه على النهوض بذاتها .. ؛ ولما كانت الولايات المتحدة تستغل هذا الوضع فان الأدارة الأمريكية تمكنت من اخضاع اوروبا الغربية لشروطها ؛ وضمنت تحالفها معها لمدى طويل من الزمن ؛ يمكنها على الأقل من ادارة الصراع مع الأتحاد السوفيتي عسكريا في مواجهة (حلفوارسو) ؛واقتصاديا عبر أقتصاديات اوروبا الغربية بعد ترميمها واعادة بنائها؛ ووقف زحفه الأيدولوجي باتجاه الغرب . * قطبي العالم ... .. وهكذا بدأ العالم ينقسم بين القطبين الأعظم ؛ اما على شكل تحالفات عسكرية بين ( الناتو الغربي و وارسو الشرقي ) طوعا أو بالقوة ؛ أو على شكل مناطق نفوذ ؛ أو لغايات الحماية . وهكذا بدأ الصراع باشكاله المختلفة ؛ وان اتسم في غالب الأحيان بما كان يسمّى ( بالحرب الباردة ) ؛ غير انه كثيرا ما كان يصل الى حافة المواجهة العسكرية ؛ ولكن الصراع كان على أشده بكافة الملفات .. من صراع امني واستخباري / الى الصراع اللوجيستي / الى انتشار القواعد البرية والبحرية / الى سباق التسلح / الى ضرب الأقتصاد / الى تصدير الثقافات والأيدولوجيات / الى استعراض القوى / الى اثارة حروب جانبية ؛ وفتن وحالات عدم الأستقرار/ وتجارة الأسلحة ؛ الى... الى .... الخ .؛ واكثر ماتجلى هذا الصراع بكافة أشكاله في المانيا ؛ بين شقيها ( الشرقي تحت النفوذ الروسي ؛ والغربي تحت النفوذ الأمريكي ).

* عدم الأنحياز ؛ وغيرها.. .. في خضم هذا الصراع ؛ آثرت بعض الدول محاولةً ان تنأى بنفسها عن هذا الصراع وهذه الأصطفافات ؛ وقررت ان لا تنحاز الى أيٍ من القطبين ؛ وان تبقى على مسافة واحدة من كليهما ؛وان تحافظ على علاقات جيدة مع الجميع في محاولة منها للحفاظ على مصالحها ؛ فشكلت هذه الدول ما عُرف باسم ( مجموعة دول عدم الأنحياز ) وضمت بعض الدول ذات الوزن الثقيل والمؤثر ؛مثل فرنسا-ديغول / الهند-غاندي / مصر- عبد الناصر / رومانياتشاوشيسكو / كوبا- كاسترو / يوغوسلافيا- تيتو .. وغيرهم ؛ غير ان الدول اللا منحازة لم تكن في الحقيقة كذلك ؛ حيث ان حلفاء كلا القطبين كانوا داخل وفي صميم هذه المنظمة . كما تشكل العديد من التحالفات والكومنولثات والمنظمات في محاولة للتكاتف والتضامن لغايات حماية مصالحها المشتركة والدفاع عنها ؛... وغالبا ما كانت هذه التحالفات قائمة على اساس القومية أو اللغة ؛ او العقيدة الدينية ؛ او الأشتراك الجغرافي ؛ او البعد الأيدولوجي ؛ او المصير المشترك ؛ او الشراكة الأقتصادية .. ؛ ومن امثلة ذلك – منظمة المؤتمر الأسلامي ؛ الأتحاد الأفريقي ؛ مجموعة آسيان ؛ منظمة الدول الصناعية ؛ الأشتراكية الدولية ؛ مجموعة الدول المصدرة للنفط 0000 الخ * سباق التسلح .. .. بعد النهوض بمقومات اقتصاديات دول اوروبا الغربية الرأسمالية في الوقت الذي كانت فيه مثيلاتها الشرقية الأشتراكية لاتزال تعاني من ضعف كبير ؛.. وفي الوقت الذي بدأت فيه امريكا بالأستفادة من عائدات الأقتصاد الأوروبي المتعافي سواء كعائدات ديون أو كتجارة بينيةخاصة تجارة السلاح ؛ كانت المنظومة الأشتراكية تغرق اقتصادياً اكثر فاكثر ؛ وكان الأنفاق الروسي على المنظومة الأشتراكية يزداد اكثر فاكثر ؛ .. أدرك (كيسنجر ) ومستشاريه ان الطريقة الأفضل والأنجع لضرب الأتحاد السوفيتي هي اغراقه اقتصاديا حتى انهيارة . وسرعان ما فرضت المنظومة الغربية على السوفيت الدخول في حالة سباق تسلح معها لاستنزاف السوفيت اقتصاديا. وهكذا بدأ الأنتاج المتراكم للأسلحة المختلفة سواء التقليدية او المحرمة دوليا وتطويرها ؛ والأنطلاق الى الفضاء ؛ ومناورات الأحلاف ؛ والدرع الصاروخي ؛ والأنتشار العسكري واثارة الحروب والنزاعات الجانبية ؛ .. و .. .. الخ ؛ ومع مرور الزمن بدأ الأقتصاد السوفيتي يتآكل وينهار تدريجيا حتى بدأت أصوات المطالبين ( بانتاج الزبدة على حساب المدافع ) ؛ الى ان وجدت روسيا نفسها امام واقع لايمكن الأستمرار معه ؛ وبدأت بالتفكير جديا باعادة النظر بسياساتها ؛ والبحث عن افضل وأقصر الطرق لأعادة ترميم وبناء اقتصادها ..ومن ثم النهوض من جديد ... !!

**********************************

* معركة بني نعيم : .. معركة شرسة استمرت 3 أيام وألحقت بالعدو خسائر فادحة ؛ حيث كان رجال الفتح يتناوبون في القتال ضمن خطط عسكرية محكمة ؛ وأدت المعركة الى مقتل أكثر من 34 جندي اسرائيلي ؛ وجرح اكثر من 100 آخرين حسب اعترافات العدو .

**********************************

الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد

خليل الوزير ( ابو جهاد ) من مواليد الرملة عام 36 حيث بدأ الشهيد القائد حياته معلما ومربيا لأجيال من شبابنا العربي في وطننا العربي الكبير حيث عمل معلما في الجزائر كما كان من المؤسسين لحركة فتح حيث شغل منصب عضوا للجنتها المركزية ونائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ومسؤولا للقطاع الغربي ... فبه تتمثل فنون القيادة ومؤهلاتها وإبداعها وكانت قيادته تعكس إنسانيته كرجل وقائد والذي ترك أثرا كبيرا في كل ابنائه المتعلمين أثرا تاريخيا لا ينسى لكل من عرفه شخصيا أو شاهد أفعاله وسمع عنها انضم لجبهة التحرير الجزائرية مدافعا عن ارض الجزائر حيث كان قائدا لأحد الوحدات العسكرية برتبة كوماندوز وهي أعلى الرتب في الثورة وكان مهندسا للانتفاضة -شكل منظمة سرية كانت مسؤولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون -في عام 1956 درس في جامعة الإسكندرية ، ثم غادر مصر إلى السعودية للتدريس حيث أقام فيها اقل من عامْ ثم توجه إلى الكويت التي ظل فيها حتى العام 1963. -خلال وجوده في الكويت تعرف على الأخ أبو عمار وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة فلسطيننا التي تحولت إلى منبر لإستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي -تشرين ثاني 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالإشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر -أقام أول إتصالات مع البلدان الإشتراكية خلال وجوده في الجزائر، وفي عام 1964 توجه برفقة الأخ أبو عمار إلى الصين التي تعهد قادتها بدعم الثورة فور إنطلاق شرارتها، ثم توجه إلى فيتنام الشمالية وكوريا الشمالية. -غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين -شارك في حرب 1967 بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في الجليل الأعلى -كان له دور بارز خلال حرب لبنان وفي تثبيت قواعد الثورة هناك ، تولى المسئولية عن القطاع الغربي في حركة فتح الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة عكف الشهيد على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة أدار العمليات ضد العدو الصهيوني إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية وكذلك المواجهات مع قوات العدو وهي التي ساهمت في تعزيز موقع منظمة التحرير الفلسطينية العسكري والسياسي والدبلوماسي. -كان له الدور القيادي خلال الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 معركة الصمود في بيروت التي إستمرت 88 يوماً. -عام 1982 غادر بيروت مع الأخ أبو عمار إلى تونس. - -برز اسمه مجدداً أثر اندلاع الانتفاضة الجماهيرية المتجددة في وطننا المحتل. - كان دائماً في حالة حرب ولم يضل طريقه يوماً واستشهد ويده على الزناد. - ، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية - ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية. -قاد العمل العسكري داخل الوطن المحتل وأشرف شخصياً على تخطيط وتنفيذ أبرز العمليات النوعية الخاصة والتي أنزلت بالعدو المحتل خسائر جسيمة وشارك في قيادة معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب والثورة في جنوب لبنان والبقاع ومخيمات شعبنا في لبنان ارتقى شهيدا على أرض تونس على يد الموساد الصهيوني في 16/4/1988م بعملية اغتيال حقيرة كلفت اليهود ملاين الدولارات من تجسس ومعدات وفي ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصرا مدربين من قوات الإجرام الصهيوني من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتان عموديتان للمساندة لتنفيذ المهمة الدنيئة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة وفي نفس الوقت كان عملاء الموساد يراقبون المنطقة بكثف ويعطون التقارير السريعة المتواصلة عن الحركة في المنطقة وبيت الشهيد أبو جهاد وبعد مجيء أبو جهاد إلى منزله عائدا من اجتماعاته مع القيادات الفلسطينية بدأ التنفيذ وانزال المجرمين من كل مكان بسيارات أجرة إلى منزله وبعد نزول قوات الإجرام إلى الشاطئ بساعة تم توجههم بثلاث سيارات أجرة تابعة للموساد إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول وعند وصولهم إلى المنزل الكائن في شارع( سيدي بو سعيد ) انفصلت قوات الإجرام إلى أربع خلايا حيث قدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بأربعة آلاف جندي صهيوني حيث كانت مزودة هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال وفي الساعة الثانية فجرا صدر الأمر بالتنفيذ فتقدم اثنان من أفراد العصابة أحدهما كان متنكرا بزي امرأة من سيارة الحارس الشهيد مصطفى علي عبد العال وقتلوه برصاص كاتم للصوت وأخذت الخلايا مواقعها حول البيت بطرق مرتب لها ومدروسة مسبقا حيث اقتحمت أحد الخلايا البيت وقتلت الحارس الثاني نبيه سليمان قريشان حيث أقدمت الخلية مسرعة لغرفة الشهيد البطل أبو جهاد فسمع أبو جهاد ضجة بالمنزل بعد ان كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الثورة للتنفيذ فكانت آخر كلمة اختطتها يده هي ( لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة ) فرفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري كما تروي زوجته وإذا بسبعين رصاصة حاقدة تخترق جسده الطاهر ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ولقب بأمير شهداء فلسطين وكان سبب اغتياله هو حنكته العسكرية التي سببت الذعر لليهود. القائد و الإنتفاضة دستور الإنتفاضة بسم الله الرحمن الرحيم إلى كل شعبنا العظيم في فلسطيننا المحتلة إلى كل أهلنا وجماهيرنا الثائرة في الوطن والمحتل المحرر إلى كل إخوتنا في القيادة الوطنية الموحدة وفي التنظيم وفي حركة الشبيبة وفي القوات الضاربة، واللجان الشعبية وفي اللجان الوطنية وفي كل ما أبدعتموه من أطر ولجان وهيئات وهياكل تقودون بها الانتفاضة المتجددة والمتوهجة في الوطن المحتل – المحرر بسواعدنا العملاقة وإرادتنا الفلسطينية، بوعينا السياسي الثاقب وبقدرتنا الهائلة على تلمس النبض الثوري لجماهيرنا، وبإصرارنا على تصدر المسيرة الهادرة لشعبنا بمزيد من الجرأة والبسالة وبجسارة البذل والعطاء, وبسخاء التضحية والفداء وبالاندفاع الجسور في المواجهة، وبحماية الشعب حتى الاستشهاد، وتوسم شرف الشهادة. يا كل شعبنا، يا أهلنا، يا إخوتنا يا أشبالنا وزهراتنا وكل أبنائنا، ها نحن نطلقها معاً صرخة مدوية واحدة وموحدة: لا للتهدئة، لا تتهادن أو التهاون، لا للمذلة ولا للتعايش مع الاحتلال. المجد كل المجد للانتفاضة، ولنستمر في الهجوم . لنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا لنستمر في الهجوم فقد وضعت الانتفاضة عدونا في المواجهة الأخيرة مع أزمته فإما التنازل وإما التشدد، وفي الخيارين معاً فناؤه ومقتله . فإذا تراجع نشد عليه وإذا تشدد نقاتله ونقاومه ونستمر في الهجوم حتى نحرق الأرض من تحت أقدامه حتى يتنازل ويخضع... ويرحل *لنستمر في الهجوم حتى نعري عدونا، ونسقط الورقة الأخيرة التي تستر عورته فيغد عار على اصدقائه وعبئا ثقيلا على حلفائه. *لنستمر في الهجوم فالعالم كله يعرف الآن أن قطعان المستوطنين اليهود الصهاينة تجفل من الهجرة من حظائرها البعيدة إلى أرضنا المشتعلة بالانتفاضة الملتهبة بالثورة. لنستمر في الهجوم حتى لا نسمح لأحد بالالتفاف على انتفاضتنا أو تطويقها ولا يمكن لنا نكرر اخفاقات الماضي ولن نسمح لاحد أن يكرر تاريخ النداء المشؤوم الذي وجهه حكام العرب لشعبنا في ثورة 1936 لإنهاء الانتفاضة والإضراب العام *لنستمر في الهجوم حتى لا تسقط ثمار الانتفاضة المظفرة في الأيادي المرتعشة للسماسرة وتجار المساومات ودعاة المهادنة والتعايش المذل مع الاحتلال وقبول السلام المذل المهين. * لنستمر في الهجوم لأن تصعيد الانتفاضة سيزهق روح الباطل الذي ما يزال يحلم بإعادة الوصاية على شعبنا بالتقاسم الوظيفي المشؤوم وبعملاء التنمية وبوثيقة الخزي والعار في لندن. *لنستمر في الهجوم حتى نساهم في إنضاج شروط عملية استنهاض الوضع الجماهيري العربي فقضيتنا دخلت مع الانتفاضة إلى كل بيت في أمتنا العربية، والجماهير عربية هي في النهاية رصيدنا، وعمقنا، وحليفنا الإستراتيجي، وعندما تخرج الجماهير إلى الشارع العربي يتعزز موقفنا وتقوى جبهتنا وتقترب ساعة انتصارنا الأكيدة. * لنستمر في الهجوم حتى نحول كل تعاطف كسبناه حتى الآن في أوساط الرأي العام العالمي إلى مواقف عملية ضاغطة على الحكومات والبرلمانات والأحزاب الحاكمة. *لنستمر في الهجوم حتى نجبر الإدارة الأمريكية على الكف عن المراوغة والتسويف والمماطلة، والرضوخ لمطالبنا علنيا والاعتراف بحقوقنا عمليا، ولننقل المعركة إلى قلب عدونا. *ولنستمر في الهجوم حتى نشل فعالية ودور اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا وأوروبا. * لنستمر في الهجوم حتى نصلب مواقف أصدقائنا وحلفائنا ونغلب المبدئي في هذه المواقف على الأمني والمصلحي منها، ولنستمر في الهجوم حتى نمنع الصفقات التي يمكن أن تتم على حسابنا وضد إرادتنا. * لنستمر في الهجوم فها هي ثمرة 90 يوماً من الانتفاضة البطولية المتواصلة والمتصاعدة تكاد تهدم كل ما توهم العدو أنه بناه وشيده في 40 عاما من الاغتصاب والاحتلال. إن ما أنجزته انتفاضتنا الوطنية الكبرى هو حتى الآن كبير بكل المقاييس، وعظيم بكل الحسابات وبطولي ومشرف بكل القيم والمعايير، لكن المعركة ما تزال في عنفوانها والنصر، كما يقول مجاهدو العرب، أن هو إلا ساعة صبر. لنصبر ولا تراجع ولا تهاون ولا تعايش مع الاحتلال، وليس أمامنا إلا تصعيد الانتفاضة والاستمرار في الهجوم، فلنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا. * استمرارنا في الهجوم يعني تكريس الإنجازات التي تحققت منذ اندلاع الانتفاضة وحتى اليوم، تعني أولا المحافظة على كل الأطر واللجان التي تشكلت في كل مخيم وفي كل حي وقرية ومدينة، استمرارنا في الهجوم يعني أننا نواجه عدونا بشعب موحد ومتفوق من الناحية المعنوية، فالجماهير هي قواتنا وجيشنا ويجب أن نحافظ على روحها الهجومية الوثابة، أن نستمر في الهجوم يعني أن نحافظ على روحية اليقظة والتأهب والاستنفار. أن نستمر في الهجوم يعني أن نضرب نحن المثل قبل الآخرين في الإقدام والعطاء والتضحية، فروح الهجوم تذكيها دائما نار التضحية، وشعلة العطاء المتوهجة. أن نستمر في الهجوم يعني أن نحافظ على وحدة الهدف السياسي للانتفاضة وللثورة. مطالبنا في أيدينا لا تخدعنا مبادرة من هنا أو مشروع من هناك، لا ننقسم حول تصريح، ولا نختلف على الكلمات بل نبقى موحدين أبداً خلف مطالبنا وأهدافنا لنضع برنامج الانتفاضة في يد كل مواطن وعلى لسان الجميع حتى نحافظ على وحدة الرؤية والهدف أن نستمر في الهجوم يعني تأمين التنسيق والتكافل والتكامل بين كل المواقع والمدن والقرى والمخيمات. أن نستمر في الهجوم يعني أن ننمي قدراتنا وقوانا الذاتية بضم أفضل العناصر التي برزت في المواجه إلى صفوفنا، فزمن المواجهة هو زمن التنظيم أيضا. أن نستمر في الهجوم يعني توسيع نطاق المظاهرات والمواجهات باستمرار، وأن لا نسمح بعد اليوم بالإهانة أو بالمذلة، وأن ندخل في مواجهات تكتيكية صغيرة محسوبة مع سلطات الاحتلال دفاعا عن أي كرامة تهان أو عرض يمس، وأن ننمي الإحساس بالعزة والكرامة الوطنية بالقول والممارسة معاً. * أن نستمر في الهجوم يعني أن نكثف عمليات التخريب المادي والمعنوي في مؤسسات العدو، لنجعل النار تأكل معاملة وتحرق أعصابه فليس غير لهيب النار المشتعلة ما يبعد الذئاب عن بيوتنا وديارنا، فالي تشكيل فرقة الحريق ووحدات النار المقدسة والمقلاع الذي يرمي الحجر يمكن أن يرمي كرات اللهب أيضاً، وهناك عشرات الطرق والوسائل والأساليب التي يبدعها الشعب دائما وهو يواجه ويهاجم ويشغل الأرض تحت أقدام الاحتلال. * أن نستمر في الهجوم يعني أن نمنع الحركة على الطرقات أو تعيقها وتربكها بأي وسيلة وبكل وسيلة، لنجعل الحركة على الطرقات والشوارع جحيماً لا يطاق حتى نقطع أوصال عدونا، ونعطل دورة الحياة في جسده، فنرهفه، وندمي أعصابه وندفعه إلى المزيد من الارتباك والحيرة والتخبط. * أن نستمر في لهجوم يعني أن نقسم المجموعات الضاربة إلى فرق عمل ليلية وأخرى نهارية، لنستفيد من الليل فهو صديق شعبنا ورفيق كل الفدائيين *أن نستمر في الهجوم يعني أن نسخر حتى هواء بلادنا ضد العدو، وأن نستفيد من طاقة الشعب التي فجرتها الانتفاضة بحيث يشترك الشعب كله في المعركة مع الاحتلال *أن نستمر في الهجوم يعني أن نجد مهمة وموقعها لكل مواطن، رجلا كان أم امرأة، شاباً أو شيخاً، طفلا أو صبياً، الكل في المعركة، والكل في الهجوم المستمر والمتصاعد بحيث نستنزف موارد العدو، ومعنوياته، وندفعه للخروج من الصراع تحت وطأة شعوره بفداحة الثمن المادي والمعنوي الذي يتحمله بالقياس لحجم المكسب السياسي الذي يحصل عليه من استمرار الاحتلال. * لنستمر في الهجوم موعدنا النصر القادم بإذن الله وبإرادة الشعب والجماهير وأنها لثورة حتى النصر. المجد للانتفاضة، والخلود للشهداء الأبرار أخوكم أبو جهاد 27/3/1988 في رثاء الشهيد الكبير .. امير الشهداء خليل الوزير – ابو جهاد ودّعتُ في درب الجهاد خليلاً وحبستُ دمع الذكريات الأولى يا من ملكتَ من القلوب أعزّها وأنرت بالفكر السديد عقولا يا حمزة الشهداء يا رمز الفدا انا فقدنا الصارم المصقولا قد كنتَ أصغرنا وكنتَ امامنا نزهو ونفخرُ اذ تقودُ الجيلا وسبقتَنا في موكبٍ لا ينتهي شهداؤه ما بدلوا تبديلا ملأوا السماء بيطفهم وبنورهم ولطالما اشتاقوا اليك طويلا يلقاك عند الله من سبقوا وهم قد أكثروا التكبير والتهليلا قد كنتَ في أُفق الحياة حياتهم ْ واليوم في الجنات صرتَ وكيلا لمن العواصمُ نكّستْ اعلامَها عمَّ الوجوم شآمها والنيلا المسجد الأقصى يضجّ بأهله و ألآي فيه رُتّلت ترتيلا وترى الكنيسة في مهيب ثيابها رهبانها قد رنّموا الأنجيلا تهتز " رملتكَ " الحبيبةُ بالأسى يوم اعتزمتَ عن الحياة رحيلا +وهي التي هاجرتَ منها عنوة ً وشهدتَ فصلا للعذاب ثقيلا وبغزة المختار فيض مشاعرٍ ذكرتك عهداً في الشباب أصيلا ما للسماء دنَتْ اليه نجومها وتعاقدتْ وتنضدتْ اكليلا هذي الحياةُ بكتْ عليه بحرقةٍ وهو الذي وهبَ الحياة جميلا لمن الصخورُ تشققتْ وتدافعتْ فوق الرؤوس حجارةً سجيلا وندور في كل الدوائر حيرة لما فقدنا في المسار خليلا كُنتَ الجواب وكنت فارس دربنا بل كنت سيفا للفدى مسلولا أُفق ٌ على اليرموك غيّب شمسنا وطوى حبيبا للجهاد رسولا يا ايها الشهداء هاتوا كأسكم لا عاش من رضي الحياة ذليلا ودّعتُ في اليرموك رمزاً قائدا علماً يرفرف بكرة وأصيلا دوما ستبقى ملهماً ومعلماً ان الرواية لم تتم فصولا ادارة الصراع >> -1- >> .. الأستراتيجية والتكتيك .. وما بينهما . اي نزاع سياسي بين طرفين أو أكثر لا بد ان يمر عبر مراحل متباينة ؛ وقد تكون متداخلة زمانيا في بعض الأحيان ؛ والضرورة السياسية قد تضطر اي من الأطراف – في بعض مراحل الصراع – أن يختار المناورة والتراجع خطوة – محسوبة – بهدف التقدم خطوتين في مرحلة مقبلة ؛ وذلك ما يقع في خانة – التكتيكي بدلا من الأستراتيجي – . هذه اللعبة تقع في خانة العلاقة بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي ؛ وهي لعبة في غاية الخطورة لمن لا يجيدها ولا يدرك خطورتها ؛ وهي أيضا خطيرة اذا لم تتوفر لها – شروطها ومقدماتها وضوابطها – . * الرؤية الواضحة : أول هذه المقدمات والأشتراطات هي " الرؤية الواضحة " ؛ بمعنى ان يدرك من يدير الصراع بان أي حركة عشوائية في الظلام ستكون مكلفة وربما قاتلة . والوضوح في الرؤية لن يحققها الجمود والأختباء في برج مغلق الأبواب أو حفرة في غاية العمق لا يتسرب لها شعاع الضوء ؛ انما تتحقق بالخروج من الخندق لمسح ساحة المعركة ؛ وتحديد الأحداثيات وزوايا الحركة وأبعاد المواقع الأمامية ومسافاتها من الهدف . * امكانية التحقيق : من المقدمات الضرورية الأخرى تأتي مسألة " امكانية التحقيق " ؛ فان كان تحقيق الهدف مستحيلا – عملياودلف من يدير الصراع في حركة تكتيكية دون التحقق من ذلك الأمر ؛ فان التكتيكي سيقضي على الأستراتيجي . ومن زاوية أخرى فاذا كانت الأمكانية قائمة ؛ وتم الأصرار على الموقف الأستراتيجي دون محاولة التحرك التكتيكيبالقدر المطلوب – فان الأستراتيجي سيجمّد الحركة بالكامل ويقضي عليها ؛ وبالتالي فليس امام الطرف المتجمد الاّ الخروج من المعركة بالكامل ... ؛ اذا الأستراتيجي والتكتيكي يتحركان في اطار الممكن وليس المستحيل ؛ .. ومن هنا تأتي الضرورة للتأكد من امكانية تحقيق الهدف – كمقدمة – والاّ تحول الصراع الى عبثية وانتحار غير مشهود . * آلية للتدقيق الداخلي : ومن ضوابط اللعبة المهمة وجود " آلية للتدقيق الداخلي " ؛ فالمدقق الداخلي يراقب حركة التكتيكي ولكنه لا يضعف امام ضغوط الأستراتيجي ( العاطفية ) أحيانا ؛ وبالتالي لا بد ان تكون من خصائصه – الأستقلالية والواقعية والجرأة والتوكل – . فالتدافع التكتيكي ينبغي ان يكون ايجابيا وتراكميا بحيث تتحول الأنجازات الصغيرة بعد فترة من الزمن الى انجاز كبير يذهل كل من لم يفهم تلك العلاقة المصيرية بين الأستراتيجي والتكتيكي ؛ وكلما كان الذهول كبيرا كلما أوضح ذلك نجاحا في لعبة الأستراتيجية والتكتيك . في المقابل فان الحركة التكتيكية السالبة – ان تراكمت دون تصحيح المدقق – فانها تحول تلك التراجعات والأخفاقات الصغيرة الى هزيمة كبرى على أرض الواقع ؛ ولا يفيد في ذلك – ادّعاء – انتصارات خيالية مزعومة . ان المدقق الداخلي هو صمام الأمان ؛ وهو الأقدر على – وليس أي من الأستراتيجي والتكتيكي – على الصدع بكلمتي ( قف وارجع ) أو ( تقدم ولا تلتفت ) . * التوازن : من الضوابط الأخرى " التوازن " بين الأستراتيجي والتكتيكي ؛ فلا ينبغي الأنغماس في التكتيكي دون الرجوع الى الأستراتيجي – وتلك مهمة المدقق الداخلي – فلا يجوز للتكتيكي ان يقطع الخطوط مع الأستراتيجي ووسائله ؛ وطرقه ودروبه ومناخاته . كما لا ينبغي ان يتحجر الأستراتيجي – ويمنع اي تحرك – خوفا من حدّة الصراع ونتائجه ؛ وطمعا في تحقيق المراد دون اي بذل وعطاء وبدون تضحيات . .. ان مقولة المتغيرات والواقعية لا تعني اغفال الثوابت والأستراتيجية لصالح الطواريء والتكتيك ؛ أو لمبرر التُقية في المستوى السياسي أو الحركي . وانما تعني ضرورة الأجتهاد في المتغيرات والمراجعة المستمرة في وسائل التغيير ؛ وبعبارة اخرى التصدي للواقع بعين على الثوابت وعين على الواقع . فتوارث المتغيرات أو تعميم ثقافتها دون الأهتمام بثقافة الثوابت خطيئة ندفع ثمنها في الحاضر والمستقبل – والعكس صحيح – . انه من الخطورة بمكان أن ندخل هذه اللعبة المتشعبة الخطرة دون توفر مقدماتها واشتراطاتها وضوابطها ؛ وبدوافع الحركة من أجل الحركة ؛ وبعقلية التهور ؛ وعدم الأنضباط . ومن العبث ايضا أن نترك ساحة الصراع للعدو " الصائل " يجرب ويفعل ما يشاء مع توفر مقدماتها واشتراطاتها وضوابطها أمامنا ؛ بدوافع – عاطفية – نحسبها من الأستراتيجية وما هي الا تعبير عن العجز الذاتي . الحالقة - والقاتلة – والمدمرة – والقاضية – هو ان يكون العدو قد تمكن من اختراق " الرأس " حتى " المخ " ؛ وبشكل يجعل أي حركة – نحسبها في غاية السرية – وهي مكشوفة بالكامل للعدو ؛ مما يجعلها بمثابة الأنتحار الجماعي ؛ وخاصة عندما يغفل ( التكتيكي والأستراتيجي والمدقق الداخلي ) عن هذه الحقيقة ؛ رغم الشواهد والدالات المتواترة 0 ان لم ندرك هذه العلاقة المعقدة ؛ فان أي حركة ستكون قفزاً في الظلام ؛ تصيب القضية في مقتل ؛ وحتماً ستقضي عليها بالكامل . عندها ندرك ان العامل الحاسم في ذلك هو اختزالنا للتكتيكي والأستراتيجي والمدقق الداخلي في " الفرد " المعصوم . .. كلما ازدادت ضبابية الرؤية .. كلما كان من الأجدى والأنجع ( اللعب على المكشوف

شات العاصفة